كيف جاءتك فكرة انشاء الجمعية وكيف كانت البداية؟ منذ زمن بعيد و أنا أحلم بهذا الإنجاز و لطالما رسمت ذلك في خيالي و تتبعت تفاصيل هذا الحلم و هو خدمة المجتمع طاعة لله و لرسوله ووسيلة لتحقيق العبودية لله مصداقا لقوله تعالى : *و ما خلقت الجن و الاتس إلا ليعبدوني* أما متى توضحت الفكرة فقد كان ذلك على يد الأستاذ الداعية عمرو خالد جزاه الله عنا الفردوس الأعلى مع أول حصة من حصص صناع الحياة للأستاذ عمرو خالد و كان ذلك يوم 16 افريل 2004 و ذلك طبعا بعد أن تشبعنا بسلسلة "و نلقى الاحبة"، فعلت همتنا و أصبحنا نحدد الهدف بدقة فبدأنا في اتجاه تنفيذ الفكرة ألا و هي تأسيس جمعية صناع الحياة و خاصة بعد أن سمح الأستاذ عمرو خالد للجميع بهذه التسمية العظيمة.
هل واجهت عراقيل في إنشاء الجمعية وكيف كانت ردة فعل المحيطين بك حول الفكرة ومن هم أهم الاشخاص الذين ساندوك ؟نعم واجهتنا عراقيل كثيرة و مازالت إلى حد الآن و لكن من الإيجابية أن يحاول الإنسان تخطي الصعوبات وبالتالي الاستمرارية وعدم الخضوع للفشل وتكرير المحاولة إلى أن ينجح. فكما يقول الدكتور طارق سويدان : عليك العمل و ليس عليك تحقيق النتائج، إذا كان الهدف هو الإخلاص و حب الله، فنحن ندرك أنه لا يضيع شيئ عند الله و منه فنحن فائزون إن شاء الله و هذا وعد من الله و يقينا منا.
أما عن الأشخاص الذين ساعدوني فهم كثر أولا إخوتي في الله و زميلاتي و جاراتي اللواتي يحملن نفس الفكر، فكل ما فعلته هو أنني عرضت عليهم الانضمام و وجدتهن هن أيضا يبحثن عن المساعدة فكما يقال الطيور على أشكالها تقع، والآن لدينا فريق أهم عناصره الأخت المهندسة غرايسة نذيرة التي أوجه التحية لها وأشكرها على الاستمرارية رغم كل العراقيل فهي بالحق مثال للإيجابية وأتمنى من الجميع الاقتداء بها كذلك لكل البنات و الشباب الملتحقين بنا.
متى تحصلتم على الاعتماد وكيف تلقيتم النبأ وماهي أولى خطواتكم كجمعية معتمدة؟ تحصلنا على الاعتماد رسميا بتاريخ 28/01/2007 وكانت الفرحة عظيمة عند حصولنا عليه من طرف الدولة ولقد شعرنا بأن ما بذلناه من مجهود لم يذهب هباء. لقد احتفلنا بهذا الحدث في مقرنا و بدأنا في حملة تعريفية بالجمعية
ماهي اهم الأنشطة التي قمتم بها والحملات التي شاركتم فيها وما كان مردودها ؟أهم الأنشطة التي قمنا بها:
* الفترة من 2004-2006 (قبل الاعتماد)- حلقات نسويه أسبوعية
- تحفيظ القرآن للكبار و للصغار
- مشروع الملابس المستعملة للأستاذ عمرو خالد
- مشروع الإفطار الجماعي وقفة رمضان
- دورات لتعليم اللغات
- التحضير لاعتماد الجمعية
- تعليم الحرف النسوية
- قدمنا خواطر قرآنية طيلة ليالي رمضان 2006 وكان المرجع كتاب خواطر قرآنية للأستاذ عمرو خالد في شكل خواطر
*الفترة 2006 - 2008 (بعد الاعتماد ): الحصول على الاعتماد يوم 28/01/2007
- دروس محو الأمية من أجل حفظ القرآن الكريم
- مشروع مسابقة المليون جنيه للأستاذ عمرو خالد
- تدريس أحكام القرآن و تحفيظه للفئة المتعلمة
- دروس الدعم للمستويات النهائية في كل طور
- الدورة الصيفية لتعليم اللغات "فرنسية و الانجليزية" لضعيفي الدخل
-المشاركة في قفة رمضان 2007
- مشروع غرس ثقافة حماية البيئة و تزيين المحيط بالتنسيق مع صناع الحياة بورقلة
- معارض للكتاب وللملابس التقليدية
- مشاركة في الحملة الوطنية "علم في كل بيت"
- تقديم مساعدات للطفولة المسعفة بالمستشفى الجامعي بالوادي في عيد الطفولة
- المشاركة في عدد مهم من اللقاءات الاذاعية باذاعة سوف الجهوية
- مشروع محو الأمية للكبار حيث تم تسجيلنا في الديوان الوطني لمحو الامية
وكيف تجاوب الناس معكم؟ كان تجاوب الناس معنا إيجابيا من تشجيع وآراء والأهم من كل ذلك المصداقية التي تحصلنا عليها في كل مكان تتواجد فيه الجمعية والحمد لله، ولكن نطمح للمزيد: نريد الدعم بشكليه المادي والمعنوي فنحن نعلم أن المشوار طويل و أن تغيير فكر الناس ليس سهلا بل يتطلب المجهود و الصبر و المثابرة و لكن أملنا كبير في شباب هذه الأمة و رجالاتها، بالمناسبة إحقاقا للحق و عملا بمبدأ من لا يشكر الناس لا يشكر الله أتوجه من هذا المنبر إلى هؤلاء جميعا بالتحية والاجلال والاحترام.
بالنسبة لكارثة غرداية هل كانت لكم مشاركات في دعم مواطنيها وكيف ذلك وهل هناك جهات أخرى في الولاية قدمت الدعم للمنكوبين؟ للأسف لم نتمكن من المشاركة في حملة مساعدة سكان غرداية إلى حد اليوم لكن نحاول على قدر المستطاع جمع بعض المساعدات البسيطة أما الجهات التي شاركت في الحملة فهي مكتب الهلال الأحمر الجزائري في الولاية.
هل تشاركتم مع جمعيات صناع أخرى داخل الوطن أو خارجه وفيما كان ذلك؟ نعم كانت معنا مشاركة مع صناع الحياة و صناعة النجاح بورقلة في مشروع غرس ثقافة حماية البيئة وتزيين المحيط حيث أن الفكرة في الأصل لجمعية ورقلة و نحن قمنا بتطبيقها في ولاية الوادي. شاركنا أيضا مع صناع الحياة السعودية في تجميع إنجازات صناع الحياة في العالم لتقديمها للأستاذ عمرو خالد.
كان قد تم بينكم في الأيام الماضية وبين صناع الحياة حاسي مسعود زيارة تواصلية حيث زاروكم بمقر الجمعية بالوادي مارأيك في هذه الزيارة وما نتائجها؟كانت زيارة رائعة بكل معنى الكلمة ولطالما انتظرناها ونحن دائما من بين أهدافنا تكثيف التواصل والتشارك مع الصناع الآخرين عبر كامل أنحاء الوطن وتبادل الأفكار والخبرات والتكامل فقد نجد عند غيرنا مالا يوجد عندنا والعكس. ونتمنى أن تتكرر مثل هذه الزيارات وتكون مبنية على مبدأ التكامل والتعاون بيننا.
وقد اطلعنا على فيديوات للأخ عمرو خالد لم نكن قد رأيناها من قبل، كما اطلعنا على الحملة الجديدة واتفقنا على ضرورة البدأ في المرحلة التحضيرية لها لكي نكون مستعدين عند انطلاقها ونكون قد اختصرنا بعض الوقت وعلى التشارك فيها بكل المجهودات والامكانيات المتاحة وبما أن الاخوة هم الأسبق في هذا المجال فقد وعدونا بأنهم لن يبخلوا علينا بأي مساعدة أو توجيه.
كما تطرقنا إلى زيارة الأستاذ عمرو خالد إلى الجزائر والتأكيد على ضرورة الحضور من طرف الصناع.
ماهي آمالكم المستقبلية وإلام تطمحون وبماذا تنصحون صناع الحياة في الجزائر ؟آفاقنا المستقبلية كثيرة منها:
- أننا نسعى لتطبيق فكرة دعوة للتعايش و نبدأ بأنفسنا بمحاولة الالتقاء بكل صناع الحياة بالجزائر وما أقصده هو إقامة مؤتمر يجمع كل صناع الحياة في الجزائر.
- إنشاء نادي لصناع الحياة يجمع كل هواة صناع الحياة لتبادل الافكار و المهارات.
- انجاز مشروع "أبيض في أبيض" و فكرته إنجاز حملات نظافة للشوارع و حتى للبيوت إن استلزم الأمر لنعيش في بيئة صحية.
- انجاز مشروع "حذاري من المخدرات" يقوم على حملات توعوية على مستوى معاهد المركز الجامعي بالوادي.
وفي رأيك كيف للشباب أن يكون عنصرا فاعلا في بناء الأمة وصناعة النهضة؟ الشباب هو اللبنة الاولي في بناء هذه الامة و يجب عليه أن يكون صانعا لنهضته بنفسه وذلك من خلال الاتقان والاجتهاد في العمل و بذل الجهد في تنمية الأفكار والمهارات والسير الدؤوب نحو الرقي متبعا تعاليم الدين الاسلامي والاقتداء بالرسول (صلى الله عليه وسلم).
وكيف للمرأة أن تكون صانعة حياة وأن تكون عنصرا مؤثرا بالايجاب في محيطها؟ صدق الشاعر عندما قال *الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعبا طيب الاعراق * بالفعل إن كانت الأم و هي امرأة مثقفة وواعية لأهميتها بنقل كل الأفكار الإيجابية و بتربية الجيل بطريقة صحيحة، فإن أولادها سيكونون صناعا لنهضة الأمة و إن كان ضمن أولادها بنات فبذلك نحقق المعادلة بأن المراة أهم عنصر في المجتمع فالأم تربي، البنت تربي، الزوجة تربي و الأخت تربي أيضا لذا يجب الاهتمام بها واعطاؤها حقها في التعلم إلى أعلى الدرجات أو استدراك البعض من الأطوار التربوية إن فاتتها هذه المرحلة في التعلم لأسباب ما.
نرى أن النساء ناشطات أكثر في مجال الجمعيات خاصة الخيرية منها والاجتماعية إلام يعود ذلك في رأيك؟ نعم بالفعل معظم الجمعيات أسست من طرف النساء. أتصور أن ذلك راجع إلى أن النساء في بعض الأحيان يكن متفرغات عن الرجال، أيضا النساء دائما يبحثن عن الجديد ويتميزن بالإصرار أكثر من الرجال، هذا لا يعني أبدا بأن الرجال لا يتميزون بروح المبادرة و حب الخير .. لا... فمعظم الجمعيات النسوية تضم إليها رجال و شباب.
فكرة صناع الحياة تعدت حدود العالم الاسلامي، في رأيك ما الذي أدى إلى انجاح هذه الفكرة وانتشارها وما سر التفاف الشباب حول عمرو خالد ومشاركتهم القوية في كل المشاريع والحملات التي نادى به؟ إن التفاف شباب كثر حول فكرة صناع الحياة و انتشارها و نجاحها عبر العالم في رأيي هو أن الاستاذ عمرو خالد قام بترجمة مفاهيم عديدة في الدين الاسلامي إلى أشكال عملية على أرض الواقع، أي أنه استطاع أن يعطي أمثلة ملموسة فأصبح الهدف واضحا لا يحتاج الشباب أن يبحث عنه في النصوص القرآنية أو في الأحاديث النبوية ووضح مفهوم النهضة بالإيمان، فاندفع الشباب كله لإنجاز و تحقيق الأهداف المسطرة.
ولقد فجرت الفكرة طاقات هائلة مما سيجعلنا ننهض إن شاء الله. أنا مع الأستاذ عمرو خالد في خطته التي يسلكها الآن بعد نشر فكرة صناع الحياة و هي التوجيه، نعم الأستاذ يوجهنا من خلال السلسلات التي قدمها مؤخرا مثل "باسمك نحيا" ، "دعوة للتعايش" ، "الجنة في بيوتنا" و "قصص القرآن" و ها نحن ننتظر صناع الحياة الجزء الثاني.
وفي انتظار الجزء الثاني من صناعة الحياة وفي انتظار المزيد والمزيد من نشاط جمعية الوادي وغيرها من جمعيات صناع الحياة نقدم كل الشكر والامتنان لكل أعضاء هذه الجمعية المتميزة وعلى رأسهم السيدة الفاضلة عواطف،صاحبة السبق والمبادرة،لسعة صدرها لأسئلتنا العديدة ولأجوبتها الحاملة لكل طموح مشروع وأمل مزروع في نفس صانعة للحياة.
موضوع: حوار مع عواطف ملوكة رئيس جمعية صناع الحياة الوادي 
الجمعة 21 نوفمبر 2008 - 19:01
