حوار مع مدربة التنمية البشرية سامية بن صغير من جامعة

الاخت سامية بن صغير من النسوة القلائل البارزات في مدينة جامعة ولاية الوادي وهي ناشطة ومدربة في التنمية البشرية خاضت هذا المجال منذ بداياته وابت الا ان تكون فردا بارزا في المجتمع يضيف اليه الجديد والمفيد ويسعى جاهدا للتغيير نحو الافضل.

أولا نرجو أن تعطينا لمحة تعريفية موجزة عنك:
-- سامية بن صغير حاصلة على شهادة دولة في البيولوجيا النباتية خريجة جامعة تبسة حاصلة على شهادة مدرب معتمد في التنمية البشرية من مركز ايلاف ترين متحصلة على العديد من الشهادات في هذا المجال منها ممارس في البرمجة اللغوية العصبية وممارس معتمد في التعلم السريع.


لما اخترت ميدان التنمية البشرية وكيف كانت بداياتك ؟
-- بدايتي لم تكن محض الصدفة ولكنها كانت رغبة قديمة، فنحن في الجزائر وإن كان الموضوع مطروحا على الساحة إلا أنه لم يكن بنفس التسمية الحالية فقد كنا نطلق عليه تربصا أو دورات تكوينية كانت تغيب عنا التسمية ففي الجامعة كنت أشرف على تأطير الطلبة وبعد التخرج حاولت الاستمرار في هذا المجال وجاءتني الفرصة مع مركز ايلاف ترين فالتحقت بهم في دورة تدريبة في سوريا للحصول على شهادة مدرب معتمد لأني لم أكن لأرضى بالتدرب فقط بل أن أساهم في عملية التدريب ومساعدة الآخرين.

ماهي التنمية البشرية وماذا استفدت على المستوى الشخصي من التدريبات التي خضتها والتي دربت فيها غيرك؟
-- لمّا نتكلم عن التنمية البشرية فهي تعني أن الإنسان ينتقل بنفسه من مستوى إلى مستوى أفضل ودخولي إلى هذا المجال كان أساسه أن أكوّن نفسي وذاتي أولا ففاقد الشيء لا يعطيه، وهذا أثّر علي من نواحي عدة ففي العمل صار لي مكتب أعمال حرة خاص وعلاقاتي وتعاملاتي مع الآخرين صارت أفضل وحتى توافقي الشخصي وتواصلي مع ذاتي صار أفضل فنحن دائما نطالب بالتغيير لكن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم فالتغيير يبدأ من الذات وصناعة الإنسان أهم بكثير من كل الصناعات الأخرى والإسلام أصلا جاء ليعلّمنا كيف نبني الإنسان بقيم ومبادىء صحيحة ولأن الكثير منا تغيب عنه الرؤيا والأهداف علينا نحن كمثقفين توجيه الشباب لما يضمن لهم حياة ناجحة طيبة.
إلا أن الإعلام لا يغطي هذه المواضيع على الوجه الأشمل ففي بعض المناطق والمؤسسات لا تزال التنمية البشرية مجهولة تماما مما يضطرنا إلى اللجوء إلى تسميات أخرى للتعريف بها.



سمعنا أن الكثيرين ضد التنمية البشرية ويقولون أنها مجرد بيع كلام وأفكار ما تعليقك؟
هذا السؤال طرح على أحد أساتذتنا فأجاب نعم نحن نبيع كلام ومن قال غير ذلك، ولكنه ليس كغيره فهو كلام من ذهب والعيب ليس على البائع ولكن على من لا يشتري هذا الكلام . والرسول صلّى الله عليه وسلّم ألم يأتنا بكلام الله والأحاديث النبوية فالحياة كلها عبارة عن فكر ومنهج ونظريات ولكن الإشكال في التطبيق الخطأ الذي يأتي من الطريقة المتبعة في إسقاط الفكر على الواقع.

طيب هل هناك إقبال على هذه الدورات وما هي آثاره الملموسة على الحضور؟
نعم هناك إقبال لا أدعي أنه كبير ولكنه موجود خاصة من طرف الشباب والفئات العارفة بهذا المجال إلا أن الجانب المادي يبقى عائقا كما أن مفهوم الاهتمام الشخصي لتطوير الذات لازال غائبا فالشخصية القوية تؤثر على كل من حولها وتساهم في تغييرهم.

ألا تعتقدين أننا بحاجة إلى تغيير التركيبة الفكرية للنظر إلى الحياة بشكل أفضل وهذا ما نحاول القيام به في صناع الحياة . هل ترين أن هناك صلة أو تقارب بين التنمية البشرية وصناع الحياة ؟
أكيد وهذا دورنا جميعا فأزمتنا أزمة فكرية ودورنا كيف نصحح الأفكار الخاطئة وندعم الأفكار الصحيحة ولا بد أن ننطلق من هذه النقطة فنحن نتقاطع ونتفق مع صناع الحياة على ذلك ومع كل من يسير على هذا الدرب لبناء المفهوم الفكري الصحيح للأمة على أساس الدين والإيمان.

ماهو تصورك عن صناع الحياة ؟ وما رأيك في أفكارهم ومنطلقاتهم؟
أنا في البدء كانت انطلاقتي مع صناع الحياة فقد كنت من متتبعي البرامج الرائدة لعمرو خالد وقد كنت أول من أنشأ خلية لصناع الحياة هنا في جامعة، وتبنينا بعض الأنشطة الزراعية لأنها ضمن تخصصي كما أنشأت ورشة خياطة صغيرة بمساهمة مجموعة من الخياطات تشجيعا مني للمشروعات الصغيرة إلا أن العائق المادي كان سببا في توقف الورشة ولكن الخياطات وبعد أن قمنا بعدة معارض وصلت حتى إلى تونس استفدن من قروض ولائية جعلتهن يواصلن كل على على حدى ثم واتتني الفرصة للدخول إلى مجال التدريب فانقطعت عن مواكبة صناع الحياة.

والآن بعد أن صرت مدربة ما هي الأنشطة التي اشتركت فيها مع صناع الحياة ؟
كانت هناك دورات بالاتفاق مع ايلاف ترين مع صناع ورقلة وكذا صناع الحياة بجانت في ولاية اليزي، حيث أعترف أن هذه الأخيرة من أنشط الجمعيات التي رأيتها في حياتي فقد تجاوزوا كل المشاكل والعراقيل وأصبحوا يتعاملون حتى مع الأجانب لأن المنطقة سياحية من الدرحة الأولى وقد قدمت لهم عدة دورات وكان التفاعل رائعا حيث أن كل أهل المنطقة محبين للعلم والتعلم بشغف غريب ولديهم إطارات ذات مستوى عال لكن الإعلام لم يعطهم حقهم.



وأكيد في كل ولاية هناك أناس نشطين قد تمنعهم الظروف المادية أو الاجتماعية أو التقاليد من القيام بدورهم كما يجب.

نعود الى الأستاذ عمرو خالد هل تتبعت برنامجه قصص القرآن ؟
كلا فانا في رمضان افضل التفرغ للشهرالكريم ثم أعود لتقفي مافاتني بعد انقضائه فكل الوسائل اصبحت متاحة لذلك.

ما رأيك في أفكاره وبرامجه؟
حقيقة هو شخص رائع وكل الشباب ملتف حوله رغم ماقيل ومايقال فهوصاحب فكر وسطي نير لكن النجاح له ثمن باهض فأي أذى يلقاه دليل على نجاحه وابتلاء المرء على قدر إيمانه وقد أحببت برنامج ونلقى الأحبة وحتى مجال القصص سيكون حتما رائعا والفكرة التي يريد الأستاذ عمرو توصيلها هي فلنكن مسلمين مواكبين للعصر لأن التاثير على الناس لا يكون إلا بمعايشتهم واستيعاب أوضاعهم وهذا لا يمنع التمسك بالدين وطاعة الله.
كذلك برنامج صناع الحياة وأخلاقنا والجنة في بيوتنا هاته الأخيرة بثت حتى في قلب اسرائيل
وإن شاء الله نتمنى له المزيد من النجاح فالإنسان يزرع وليس بالضرورة أن ينتظر الحصاد وعلينا كما أكلنا غلة غيرنا أن ندع غلة لمن يأتي بعدنا.

وهل تعلمين أنه سيحل بالجزائر بعد رمضان؟
نعم أعلم فأنا دائمة التواصل مع الإخوة على النت.

ما رأيك في مثل هذه الزيارة مردودهاو تأثيرها ؟
أتوقع بأن يكون هناك حضور والتفاف كبيرين وأن يكون له أثر واضح على الشباب الجزائري وحتى الإدارة الجزائرية سنلمس فيها تغييرا بعد زيارته.

أخيرا كلمات عدة أو نصائح نريد منك تقديمها لنا
كلمة للموقع وهو لا يزال في بداياته:
أولا بما أنه موقع جديد نبارك له ونتمنى أن يكون على أحسن مستوى
وأتمنى منكم كفريق عمل أن تكون لكم رؤية واضحة وأهداف محددة ما الذي تريدون الوصول اليه بالضبط ؟
ثانيا التخصص لأن الخوض في كل المجالات مضيعة للوقت والجهد ولن يكون بالمستوى المطلوب فنحن كمجموعات دورنا أن نكمّل بعضنا كل بتخصصه فالهدف واحد والطريق مشترك كي نؤسس أمة ناجحة تبتغي مرضاة الله.
وتحت ظل إنتشار المواقع عليكم أن تركزوا على الايجابيات كما قال عمرو خالد نبحث عن كل النقاط التي نشترك فيها ونركّز عليها لكي تجمعنا وندع ما يفرقنا
وحاولوا إيصال الموقع إلى القلوب بطريقة سلسة لإيصال الفكرة المنشودة.

كلمة لصانع الحياة:
نحن نريد صناعة حياة مجد ونجاح، فعلى كل فرد أن يخطط لحياته ويحدّد أهدافه منذ البداية فلا ينجح عمل بدون تخطيط وبرنامج صناع الحياة جاء كفكر ومؤسسات لكن دعائمه لم تكن مادية فقط بل روحية أولا، تنطلق من إسلامنا وعروبتنا ووطنيتنا
كما أننا نعاني من أزمة اقتصادية لا يمكن القضاء عليها إلا بالمؤسسات الصغيرة التي قامت عليها العديد من الدول كماليزيا.

وكلمة لصناع الجزائر:
أتمنى منهم توحيد الجهود فقد لاحظت أن كل جمعية تعمل لوحدها وقد تتواجد عدة جمعيات منفصلة في مدينة واحدة وعليهم بناء قاعدة صلبة تعتمد على إيجاد دخل دائم من المشاريع الصغيرة للقدرة على مواصلة العطاء وهذا هو الهدف الأصلي لصناع الحياة كما يقول عمرو خالد ليس الهدف تأسيس الجمعيات ولكن بناء مؤسسات صغيرة تشكل قاعدة إقتصادية قوية.

كلمة أخيرة للمرأة بصفتك نموذج مشرف للنساء
أقول للمرأة عليك حل إشكالياتك بنفسك لأنك أدرى بما يناسبك وعليك تطوير ذاتك وإبراز دورك فأنت عنصر مؤثر على كل من حولك بالسلب أو الإيجاب مع التمسك بالدين والقيم الأخلاقية.
وانا أنادي بأن تعطى المرأة الماكثة بالبيت راتبا شهريا بسلم وظيفي ولا تعتبر عاطلة أو تتعاطى منحة فالعمل الذي تقوم به هو أعظم دور وهو بناء وصناعة جيل المستقبل فعليها أن تطوّر نفسها بكل السبل ولن تعدم الوسيلة مع انتشار الإعلام بكل أنواعه فاذا قويت المرأة ستقوى الأسرة كلها فهي نواتها ومركزها دون أن ننسى الدعاء وإخلاص النية لله.